الشيطان يحكم _ الدكتور مصطفى محمود

اقتباسات و مسارات من فلسفة مصطفى محمود و تجليات الحقيقة في كتاباته و أفكاره في الحياة و الوجود ، رحلة الإكتشاف الروحي و تفكيره في مدونة حياتنا _ قصص الأنبياء من القرآن الكريم و السنة النبوية و هم حسب الترتيب الزمني : آدم ، شيث ، ادريس ، نوح ، هود ، صالح ، ابراهيم ، لوط ، اسماعيل ، اسحاق ، يعقوب ، يوسف ، أيوب ، ذو الكفل ، يونس ، شعيب ، أنبياء أهل القرية ، موسى ، هارون ، يوشع بن نون ، داوود ، سليمان ، الياس ، اليسع ، عزير ، زكريا ، يحيى ، عيسى ، محمد . عليهم و على نبينا الصلاة و السلام
خلق آدم عليه السلام
أخبر الله سبحانه وتعالى الملائكة بأنه سيخلق بشرا خليفة في الأرض .. فقالت الملائكة سائلين استكشافا واستعلاما عنالحكمة من خلق آدم ، لا اعتراضا على خلقه قالوا : ( أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ)
ويوحي قول الملائكة هذا بأنه كان لديهم إلهام وبصيرة , يكشف لهم عن شيء من فطرة هذا المخلوق , ما يجعلهم يتوقعون أنهسيفسد في الأرض , وأنه سيسفك الدماء . . و هم بفطرة الملائكة يرون التسبيح بحمد الله والتقديس له , هو وحده الغايةللوجود ، وهو متحقق بوجودهم هم , يسبحون بحمد الله ويقدسونه , ويعبدونه ..
< هذه الحيرة والدهشة التي ثارت في نفوس الملائكة بعد معرفة خبر خلق آدم .. أمر جائز على الملائكة، ولا ينقص من أقدارهمشيئا، لأنهم، رغم قربهم من الله، وعبادتهم له، وتكريمه لهم ، لا يزيدون على كونهم عبيدا لله، لا يشتركون معه في علمه ، ولايعرفون حكمته الخافية، ولا يعلمون الغيب . لقد خفيت عليهم حكمة الله تعالى , في بناء هذه الأرض وعمارتها , وفي تنميةالحياة , وفي تحقيق إرادة الخالق في تطويرها وترقيتها وتعديلها , على يد خليفة الله في أرضه . هذا الذي قد يفسد أحيانا , وقد يسفك الدماء أحيانا . عندئذ جاءهم القرار من العليم بكل شيء , والخبير بمصائر الأمور فقال الله : ( إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَتَعْلَمُونَ ).
وما ندري نحن كيف قال الله أو كيف يقول للملائكة. وما ندري كذلك كيف يتلقى الملائكة عن الله ، فلا نعلم عنهم سوى ما بلغنامن صفاتهم في كتاب الله . ولا حاجة بنا إلى الخوض في شيء من هذا الذي لا طائل وراء الخوض فيه . إنما نمضي إلىمغزى القصة ودلالتها كما يقصها القرآن .
أدركت الملائكة أن الله سيجعل في الأرض خليفة.. وأصدر الله سبحانه وتعالى أمره إليهم تفصيلا، فقال إنه سيخلق بشرا منطين، فإذا سوّاه ونفخ فيه من روحه فيجب على الملائكة أن تسجد له، والمفهوم أن هذا سجود تكريم لا سجود عبادة ، لأنسجود العبادة لا يكون إلا لله وحده .
جمع الله سبحانه وتعالى قبضة من تراب الأرض ، فيها الأبيض والأسود والأصفر والأحمر - ولهذا يجيء الناس ألوانا مختلفة- ومزج الله تعالى التراب بالماء فصار صلصالا من حمأ مسنون . تعفن الطين وانبعثت له رائحة .. وكان إبليس يمر عليهفيعجب أي شيء يصير هذا الطين ؟
...... يتبع
تعليقات
إرسال تعليق